السبت، 6 مايو 2017

أدوات جمع البيانات في بحوث الاعلام


 

تتمثل أدوات جمع البيانات في بحوث الاعلام الى عدة عناصر أساسية وهي كالتالي : -

1.      الملاحظة العلمية             

2.      أدوات تحليل المضمون

3.      صحيفة الاستصقاء ( الاستبيان)

4.      المقابلة كأداة لجمع البيانات

5.      المواقع الإلكترونية كوسيلة لجمع البيانات

   سوف نناقش كل عنصر من العناصر بطريقة مفصلة وشرح لمدى اهميتها في البحوث الاعلامية

اولا الملاحظ العلمية :

تعتبر وسيلة وأداة في آن واحد لجمع المعلومات في مجالات واقسام البحوث العلمية والاعلامية وتنقسم الى مستويين رئيسيين وهما :-

1- الملاحظة الغير مقننة

حيث أن هذا النوع لايمكن الاعتماد عليه في مجال البحث العلمي لخلوها من عناصر الاحكام والضيط والقياس ، ولكن يمكن استخدامها كجزء من الدراسات الاستطلاعية للتعرف على ظاهر معينة.

2- الملاحظة المقننة

يمكن اخذها كاداة اساسية لجمع المعلومات والبيانات لما يميزها من سمات في وجود جداول تحدد مايتم ملاحظته ومعايير تقييم للمشاهدات وهي يمكن أن تكون أداة مناسبة ومتميزة في جمع المعلومات البحثية، وتم استخدام هذا النوع من الملاحظه عن طريق باحثين قاموا بعمل دراسة عن سلوك القائم بالاتصال  في مجال الاخبار القابلة للنشر والاعلان .

أهم مزايا الملاحظة وعيوبها تكمن في التالي :-

-          أنها أفضل طريقة مباشرة لدراسة عدد الظواهر ، إذ أن هناك عدة جوانب للتصرفات الإنسانية لا يمكن دراستها إلا بهذه الوسيلة .

-          أنها لا تتطلب جهودا كبيرة مقارنة مع الطرق البديلة

-          أنها تمكن الباحث من جمع البيانات تحت ظروف سلوكية مألوفة و أنها تمكن الباحث من جمع حقائق عن السلوك فى نفس وقت حصوله ويضا أنها لا تعتمد كثيرا على الاستنتاجات.

أما عيوب الملاحظة :
من الصعب توقع حادثة عفوية بشكل مسبق لكى يكون الباحث حاضراً فى نفس الوقت.
ان هذه الطريقة محكومة بعوامل محددة زمنيا وجغرافيا فقد تستغرق عدة سنوات أو تقع فى أماكن تجعل مهمة الباحث صعبة.
من المعروف أن هناك بعض الأحداث لا يمكن ملاحظتها مباشرة ويمكن الحصول على معلومات بشأنها بوسيلة المراسلة أو المقابلة الشخصية ومن الأمثلة الحياة المتعلقة بالأفراد.

ثانيا أدوات تحليل المضمون:

 

وهي الأداة والعنصر الاساسي الثاني في عملية جمع البيانات ، يمكن أن نوضح مفهمومها واستخداماتها وسماتها في بادىء الامور ومن ثم نعرج على فئاتها و وحداتها .

 

تحليل المضمون يعد من الاداوت المستخجمة في جمع المعلومات في الدراسات الاعلامية وغيرها م الدراسات في المجالات والعلوم الاخرى ، التي من شأنها الاهتمام برصد وتوصيف وتحليل المضامين منها المكتوبه او المسموعة والمرئية. ايضا يعرف على أنه اسلوب للرصد الكمي اي يجب أن يتضمن أبعاد كمية في مجال رصد الظاهرة البحثية و عناصرها.

 

يجب الاخذ بالاعتبار أن تحليل المحتوى يجب أن لايتضمن الخروج بتأويلات او عبارات مبهمة من شانها افقاد موضوعية التحليل.

 

ادوات تحليل المضمون تستخدم عدة عمليات فرعية في مجال البحث الفعلي ومن اهمها فئتان وهما :-

1- فئة المحتوى

2- فئة الموضوع

 

فئة المحتوى تتضمن عملية رصد وتحليل المضمون الاعلامي سواء الرئيسة والفرعية منها وذلك وفقا لاهداف الدراسة، أما فئة الموضوع فتقوم باجراء دراسة استطلاعية مصغره الى فئات رئيسة تقسم بدورها لفئات فرعية من خلال موضوع دراسة البحث مثال على ذلك المضامين السياسية تعتبر رئيسة وتقسم الى سياسة داخلية وخارجية فتعتبر فرعية ويمكن ايضا تقسيمها لافرع اخرى وفقا لاغراض البحث.

 

 وايضا توجد هناك عدة فئاة اخرى في ادوات تحليل منها على سبيل المثال :-

 

1- فئة الاتجاه ، التي ترصد النصوص الاعلامية نحو قضية او حدث معين لاهداف الدراسة

2- فئة القيم ، تقوم بتحليل نوع القيم التي تتضمنها الرسائل وتقسم الى قيم ايجابية وفرعية مثل علاقة الطفل بمجتمعه.

3- فئات السمات ، اي تقوم بدراسة الخصائص الموضوعية مثال دراسة ملامح الابطال في المجلات والكتب لمعرفة ابعاجها وتاثيرها .

4- فئة مصدر النص او المعلومات ، ممكن ان تكون مصادر داخلية او مصادر خارجية فادا اخنا على سبيل المثال الصحيفة فالداخلية اي هي مايحصل عليها الصحفي من معلومات من الكتاب او المحررين داخل المؤسسه.

 

يمكن الاخذ بالاعتبار الى ان هناك بعض المواصفات التي يضعها الباحثون لفائت التحليل وتشمل :-

1- أن تكون كل فئة معرفة بدقة و وضوح.

2- أن تعبر عن موضوع الدراسة والموضوع البحثي.

3- أن تقوم اولا بناء على دراسة استتطلاعية على المضمامين.

أيضا لابد الاخذ بعين الاعتبار من اجراء عمليات الصدق والثبات في عمليات تحليل المضمون قبل الاجراء الفعلي اي استخدام استمارى تحليل المضمون فبالتالي يمكن نوضوح مفهوم الصدق على أنه قدرة أداة البحث على جمع المعلومات للمشكله البحثية وتحقيق الاجابات على التساؤلات. اما الثبات نعني به تحقيق درجة عالية من الاتقان والدقة عبر عدد من المعادلات التي تقيس ثبات استمارة تحليل المضمون .

ثالثا صحيفة الاستصقاء ( الاستبيان ) :

تعد أحد الادوات الرئيسية التي يعتمد عليها الباحثون في عملية جمع البيانات اثناء المسوح الميدانية ، التي تقوم بعملية أخذ اراء الجمهور وتتعرف على ردود افعالهم حيال او تجاه قضية او مشكلة ما، فنمر بعدة مراحل مهمة منها :-

-          عملية تحديد المشكلة البحثية

-          تحديد الاهداف التي تسعى لانجازها

-          اختيار عينة مفردات الجماهير المناسبة

-          من ثم تأتي عملية تصميم استمارة الاستصقاء

تأتي عملية تصميم الصحيفة من خلال مجموعة من الخطوات المتتابعه وذلك بعد الاستيفاء من الشروط العلمية والانتهاء من المراحل التي تم ذكرها سابقا ، من خلال الخطوات التالية :-

-          تحديد المحاور التي ستتضمنها استمارة الاستبيان التي تتمثل في المجال البحثي في صورة مجموعة من الاسئلة المترابطة للحصول على المعلومات المراد منها للعماية البحثية.

-          رصد مدى تعبير استمارة الاستبيان بمختلف اسئلتها عن أهداف الدراسة ودى قدرتها على جمع المعلومات وذلك من خلال طريقتين :-

1- عرض الاستمارة على المحكمين والخبراء في مجال الدراسة.

2- اجراء دراسة استطلاعية على عينة محدودة من الجمهور المستهدف

*يجب مراعاة بساطة الاسئلة وقدرتها على تحصيل المعلومات المطلوبة ، وحذف او دمج اي من الاجابات المتداخلة .

 

تتضمن صحيفة الاستبيان شكلين رئيسيين من أشكال الاسئلة المستخدمة في الحصول على المعلومات من أجل الدراسة او المشكلة البحثية أثناء تصميم استمارة صحيفة الاستسقاء على النحو التالي :-

الأسئلة المغلقة

التي تتنوع في اشكالها والتي قد تتمثل في بديلين مثال :-

هل تؤثر تكنولوجيا العصر الحديثة سلبا على سلوكيات واخلاق أفردا المجتمع؟

-          نعم                                                                          - لا

او قد تتمثل في نوع اخر من الاسئلة المتعددت البدائل والتي يجب لاجابة عليها باختيار بديل واحد مثال :-

كيف تؤثر تكنولوجيا العصر سلبا على افراد المجتمعات الاسلامية؟

-          التأثير على اخلاقيات وسلوكيات الفرد المسلم

-          تقوم بعملية الزعزعه بين الدول فيما بينها

-          نشر المقاطع المسيئة للاسلام والمسلمين

وايضا يوجد نوع ثالث من الاسئلة المغلقة والتي تحتمل أكثر من جابة مثال :-

من اهم وسائل التكنولوجيا الحديثة في عملية التواصل بين الافراد ؟

-          المواقع الالكترونية

-          مواقع التواصل الاجتماعي مثل التويتر ، الفيس بوك....الخ

-          الفاكس

-          البريد

-          الهواتف المتحركة

 وان اهم مايميز هذا النوع  من الاسئلة كالتالي :-

1- تحقيق عامل السرعة في ملء الاستمارات 2- تسهل للمبحوث الاجابة لانها لاتتحمل البدائل

3- تسهل على الباحث عملية التكويد وتفريغ البيانات 4- تسهل عملية المقارنة بين الاجابات

 

في المقابل لايمنع ايضا من وجود بعض العيوب والتي تتمثل في التالي :-

1- عدم قدرة الباحثين في احيانا من حصر جميع البدائل الممكنة

2- لايظهر فيها تفكير واضح و جهد ذهني للمبحوثين في عملية اختيار الاجابات

الاسئلة المفتوحة

وهي الاسئلة التي لايتم فيها ادراج بدائل للاجوبة ويترك للمبحوث حرية الاختيار من خلال قراءة السؤال والتفكير فيه ومن ثم الاجابة عليه بما يراه مناسبا ، ويتم اختيار هذا النوع من الاسئلة في حالة الصعوبة في حصر البدائل ، وقد تشتغرق الجهد والوقت في عملية تصنيف الاجابات لذلك لاينصح به الكثيرون، ومثال على ذلك :-

س) هل انت من متابعين اخر التطورات الحديثة في مجال التكنولوجيا المعاصر ؟ اذا كانت الاجابة بنعم او لا علل السبب؟

نعم ، لان التكنولجيا تعد من احد العوامل الرئيسة في حياتنا سواء العملية منها او الاجتماعية لانها تساعد في تسهيل وجودة انهاء الاعمال من خلال التواصل السريع عبر مواقع التواصل الاجتماعي او من خلال متابعة الاعمال الخارجية عن بعد بكل سهولة ويسر، فلذلك لابد من متابعة اخر مستجدات العصر الحديث لاسيما أننا نعيش في مجتمعات ذكية والكترونية متطورة في كل النواحي .

 

ويمكن أستخدام أسئلة الأوزان كنوع أخر لرصد الاتجاهات والانطباعات مثل :( راضي جدا، راضي ، لا رأي لي ، غير راضي ، غير راضي إطلاقا ) وتعطي كل إجابة هذه الأوزان على التوالي (5-4-3-2-1).

 

وان من اهم القواعد التي يجب مراعاتها في عملية صياغة الاسئلة كالتالي :-

-          مراعاة تسلسل اطار الاسئلىة في محاورها

-          تجنب الاسئلة المبهمة والغير محدده التي قد تحدث نوع من  سوء الفهم

-          مراعاة عدم وجود تداخل او تشابه بين بدائل الاجوبة

-          استخدام لغة مفهومة مع الذين نتعامل معهم

-          ضرورة تعريف المبحوثين باهمية الدراسة والهدف منها

 

رابعا المقابله كأداه لجمع البيانات:

وهي العنصر الرابع من ادوات جمع البيانات في عمليات البحث، وتعرف المقابلة على أنها أداة من ادوات جمع البيانات وتتم على مستوى الجمهور العام او الخبراء والنخب ، وايضا تعتبر أداة تصلح للبحوث التي تتعامل مع حالات ونماذج محددة، وللمقابلة مزايا عديده في عمليات البحث ومنها على سبيل المثال :-

-          لايمكن الاستغناء عنها في أنواع البحوث الاعلامية

-          لاتتوقف على استخلاص المعلومات فقط انما تمتد لتفسيرات وملاحظات السلوك

-          تعتبر الاداة الانسب في البحوث للجمهور الذين لايجيدون التواصل عبر الاستبيان

-          تتيح للمبحوث الحصول على معلومات اكثرا عمقا وخصوصية

في المقابل رغم تعدد مزايا وصفات المقابلة الا ان لابد من بعض لعوائق او العيوب بمعنى أدق في عملية جمع البيانات ومنها التالي :-

-          التأثير الذي قد ينتج من مواجهة المبحوث للباحث والتي قد تخرج المقابلة عن اهدافها وغاياتها عن طريق بعض الايماءات المبهمة

-          قد ينجم استطراد او خروج المبحوث في التفاصيل عن الموضوع المستهدف وبذلك لايؤدي للنتائج المرجوة

 

وهنا تبلغ أهمية تدريب الباحثين على اجراء المقابلات في الدراسات الاعلامية لما لها من تأثير ونتائج للاهداف المرجوة محققة لاهداف الدراسات البحثية. ايضا هنالك بعض العوامل الاساسية التي تساهم في تحسين نتائج المقابلة

ومنها على سبيل الذكر :-

 

1- التدريب المتكامل الذي يتضمن التعريف باهداف الدراسة والموضوعات التي تغطيها المقابلات واجراء نماذج تدريبية متكاملة في هذا الصدد

 

2- قيام الباحثون بتسجيل نتائج المقابلة مع تزويد دليل المقابلة للامور التي تطرأ اثناء المقبلة من قبل المبحوثين

 

3- مراعاة زمن التوقيت مع المبحوثين ومدى الاستعدادية للمقابلة لضمان عدم الانسحاب

 

خامسا المواقع الالكترونية كوسيلة لجمع البيانات:

 

يعتبر خامس اهم  عنصر  من عناصر ادوات جمع البيانت ، بسبب انتشارها الواسع في المجتمعات وبين الافراد وتعد احد اساليب المستخدمة في استطلاع الاراء حول القضايا والموضوعات التي يتم طرحها عن طريق المواقع ، حيث تستخدم عن طريق طرح اسئلة بسيطة واضحه ومباشره لمعرفة اراء وردود افعال الجمهور حول قضية او موضوع او مشكلة ما وايضا تعتبر احدى الطرق التي يتم ملء بيانات الاستمارة عن طريقها . ان من اهم مايميزها أنها تقوم في تسريع وتيرة البحث في جمع البيانات والمعلومات بصورة سريعة تمنح مؤشرات عن اتجاهات الجمهور مع هذه المواقع وانها عززت قيمة التقنية الحديثة لدى الباحثين، وجعلت من ذلك هدفًا يمكن الاعتماد عليه في الحصول على المعلومة بصورة دقيقة وموثقة يتم التعرف على مصدرها بطريقة علمية حديثة الا ان مايعيبها هو كونها تفتقد الاطار المنهجي البحثي للجماهير المستهدفة او الاعتماد في عينة ممثلة لشرائح الجمهور المستهدف .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الخلاصة:

 

 تمثل عملية جمع البيانات والحصول على المعلومات محور البحث العلمي وأساسه، لأنه بدون الحصول على البيانات والمعلومات لا يمكن أن تتم إجراءات البحث العلمي وخطواته الأخرى؛ لذا فإن جمع البيانات لابد لها من أدوات محددة تختلف باختلاف مناهج البحث التي اعتمدها الباحث. وتطرقنا الى الادوات الخمسة في عملية جمع البيانات وان اولها الملاحظة العلمية فهى الاعتبار المنتبه للظواهر والأحداث بقصد تفسيرها واكتشاف أسبابها والوصول إلى القوانين التى تحكمها وقسمنا الملاحظة الى عنصرين ملاحظة مقننه وغير مقننة وذكرنا اهم مايميز اة يعاب على الملاحظة.  وتطرقنا الى المقابلة ايضا وعرفنها على انها تفاعل لفظى بين شخصين فى موقف مواجهة حيث يحاول أحدهما وهو القائم بالمقابلة أن يستثير بعض المعلومات أو المتغيرات لدى المبحوث والتى تدور حول أرائه ومعتقداته

ولذلك فأن جميع هذه الادوات مهمة في عملية جمع البيانات وان كل اداة تعتبر مكملة للاخرى فيمكن القول باسهاب

أنها تقوم على تقديم تفسيرات وحلول وإجابات للأسئلة البحثية والفروض العلمية التي يطرحها في بحثه .

وان من شأنها أن ترفع من مستوى الجدوى والقيمة العلمية للبحث العلمي، و تساعد على تقبل نتائج وتوصيات البحث العلمي و تستخدم للحكم والمفاضلة بين الأبحاث العلمية.